جريمة إبادة الجنس البشري Génocide
جريمة إبادة الجنس البشري Génocide
تعتبر هذه الجريمة من أخطر الجرائم التي تهدد الجنس البشري، ذلك الجنس الذي استخلفه الله في الأرض لإعمارها والسعي في مناكبها وفضله وكرمه على سائر المخلوقات حيث قال تعالى :" ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " – سورة الإسراء الآية 70-.
وأول من استعمل مصطلح إبادة الجنس البشري هو الفقيه البولوني Lemkin وعرف الإبادة الجماعية، كل من يشترك أو يتآمر للقضاء على جماعة وطنية بسبب يتعلق بالجنس أو اللغة أو الدين أو يعمل على إضعافها أو يتعدى على حياة أو حرية أو ملكية أعضاء تلك الجماعة يعد مرتكبا لجريمة إبادة الجنس البشري وقد عرفت من جهة أخرى أنه كل فعل يقصد إهلاك جماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية إهلاكا كليا أو جزئيا دون الأخذ بعين الاعتبار الجماعات الاجتماعية والسياسية . ولقد نصت المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة إبادة الجنس البشري لعام 1948 إلى الركن المادي لهذه الجريمة والذي يتمثل في كل عمل من شأنه أن يؤدي إلى إبادة جماعة بشرية معينة إبادة كلية أو جزئيا وقد ذكرت المادة بعض الأفعال التي يتحقق بها الركن المادي لجريمة الإبادة الجماعية على سبيل المثال:
- قتل أعضاء من جماعة معينة ولا عبرة بنوع الجنس أو أعمار القتلى سواء كانوا صغارا أو كبارا.
- إخضاع الجماعة إلى ظروف معيشية قاسية تفضي إلى القضاء عليهم بصفة كلية أو جزئية.
- الاعتداء الجسيم على السلامة الجسدية أو العقلية لأعضاء الجماعة.
- إعاقة التناسل داخل الجماعة وتعتبر من قبيل الإبادة البيولوجية .
- نقل الصغار قهرا من جماعتهم إلى جماعة أخرى تختلف عنها في الدين وفي العادات أو في التقاليد أو الثقافة.
بعد التعرف على الجرائم الدولية التي حددها النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية زهي جرائم مذكورة على سبيل الحصر نعطي مثالا على جريمة اعتبرت من أبشع الجرائم التي وقعت على الأرض وهي قضية دارفور، حيث أن لجنة تحقيق عينتها الأمم المتحدة قدمت تقريرا إلى مجلس الأمن وهي لجنة مكونة من خمسة أعضاء منهم محمد فائق أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان أن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت في دارفور وقد وجهت أساسا على قتل المدنيين والتعذيب و الاختفاءات القسرية وتدمير القرى والاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي وسرقة الممتلكات وإرغام السكان على النزوح القسري قد ارتكبت على نطاق واسع وبشكل منهجي، وقد قدمت اللجنة قائمة مختومة بالشمع الأحمر بها أسماء الأشخاص المشتبه في مسؤولياتهم جنائيا وحرصت على تحويلهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، لقد وصفت هذه الجريمة بجهنم على الأرض وقد صرح جون ستومبر المسؤول في برنامج العدالة الدولية لحقوق الإنسان أن " الوعد الغامض بتحقيق العدالة في المستقبل هو بديل غير مقنع عن تحويل المتهمين إلى المحكمة الجنائية الدولية فورا
أضف تعليق